ولد العتيق: الرئيس الغزواني يخوض معركة صامتة ضد الفساد ويؤسس لوحدة وطنية راسخة

بواسطة ezzein

النائب السابق اسغير ولد العتيق

التيار (نواكشوط) - قال النائب البرلماني السابق، اسغير ولد العتيق، إن التزام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بمحاربة الفساد لم يكن شعارا سياسيا، بل خيارا استراتيجيا تجسد في كل خطاب وموقف منذ إعلان ترشحه عام 2019 وحتى اليوم، مؤكدا أن الصدق في هذا النهج بدأ ينعكس على الواقع المعيش.

وأوضح ولد العتيق، في تدوينة على صفحته في الفيس بوك، أن خطابات الرئيس في مناسبات متعددة، من بينها خطابه في شنقيط وودان وجول، وصولا إلى كلمته الأخيرة في تخرج الدفعة 46 من المدرسة الوطنية للإدارة، حملت رؤية واضحة لإعادة بناء الدولة على أسس العدالة والشفافية والمواطنة، من خلال تطهير المجتمع من العقليات التقليدية القائمة على التراتبية الوهمية، وإشاعة قيم الانصهار والتماسك الوطني.

وأضاف أن دعوة الرئيس إلى ترسيخ اللحمة الاجتماعية ليست مجرد توجيه معنوي، بل مشروع وطني عميق يرمي إلى توحيد المجتمع بمختلف مكوناته العرقية والإثنية على قاعدة المساواة والمشاركة في صنع القرار، مشيرا إلى أن هذا التوجه هو السبيل لبناء مجتمع قوي يواجه التحديات بدل أن يكون جمهورا منقسما أو مفعولا به.

وأشار ولد العتيق إلى خطورة خطاب الكراهية الذي يقوض السلم الأهلي ويؤسس للعنف، مستشهدا بما جرى في رواندا وميانمار ومالي، حيث كانت الكلمة المحرضة هي الشرارة الأولى للمآسي، مؤكدا أن مواجهة هذه الظاهرة تبدأ من التعليم، وهو ما أدركه الرئيس الغزواني حين جعل من “المدرسة الجمهورية” أداة لترسيخ قيم التعايش وقبول الآخر منذ المراحل الأولى للتعليم.

ونبه النائب السابق إلى أن الرئيس الغزواني اختار أسلوب “الهدوء ما قبل العاصفة” في معركته ضد الفساد، إذ رصد الاختلالات بصمت منذ اليوم الأول، وقرر خوض الحرب بصرامة دون ضجيج، مشبها إياه بالربان الذي يرى الثقب في السفينة لكنه يواصل الإبحار بثقة ومسؤولية.

وأكد ولد العتيق أن هذه المقاربة الهادئة والفعالة ستفضي إلى بناء مؤسسات قوية واستعادة الثقة في الدولة، مشيرا إلى أن محاربة الفساد ليست غاية في ذاتها، بل وسيلة لضمان التنمية المستدامة ومكافحة الفقر والبطالة، وتعزيز الشفافية في تسيير المال العام.

وأكد ولد العتيق على أن نجاح هذه الحرب سيعيد الأمل للمواطنين، ويجعل من الدولة إطارا جامعا تتكامل فيه القيم والمصالح، قائلا إن “الصدق في الإصلاح وإن تأخر ظهوره، يظل في النهاية حقيقة ملموسة تفرض نفسها على الواقع”.