التيار (نواكشوط) - قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إنه سعيد بلقاء سكان ولاية الحوض الشرقي، مثمنا ما خصوه به من استقبال يعكس ثقتهم في مشروع الإصلاح والبناء الذي نال تزكية الناخبين في 2019 وتم تجديدها في 2024.
وأوضح الرئيس أن زيارته للولاية تمثل فرصة لفتح نقاش مباشر مع المواطنين حول الشأن الوطني والقضايا الخاصة بالحوض الشرقي، والاطلاع ميدانيا على واقع الخدمات والبنى التحتية في مختلف المقاطعات.
وأكد الغزواني أن الوضع الأمني في البلاد “ممتاز وتحت السيطرة الكاملة”، مشيرا إلى أن موريتانيا تحافظ على حضور دبلوماسي قوي وعلاقات خارجية متوازنة تحظى باحترام الشركاء الدوليين، إلى جانب انتظام عمل المؤسسات الدستورية.
وشدد على استمرار الجهود في إصلاح الإدارة ومحاربة الفساد وتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ التهدئة السياسية، معتبرا أن الخلافات بين النخب يجب أن تبقى ضمن الحدود الطبيعية للتنافس الديمقراطي، وأن الحوار الوطني المرتقب يمثل فرصة لبناء توافق واسع حول القضايا الكبرى.
وعلى المستوى الاقتصادي، أوضح الرئيس أن معدل النمو تجاوز 6% خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأن الأسواق الوطنية ممونة بشكل طبيعي والأسعار مستقرة.
وأشار إلى تنفيذ مشاريع كبرى في مجالات المياه والكهرباء والتعليم والصحة، شملت مضاعفة قدرات التزويد بالمياه في إديني وبلنوار وآفطوط الشرقي ومنطقة الظهر، وإنشاء محطات كهربائية بقدرة إجمالية بلغت 650 ميغاوات، وبناء آلاف الفصول الدراسية وتوسيع مؤسسات التعليم العالي والتكوين المهني، إضافة إلى تطوير البنية الصحية عبر مراكز استشفائية جديدة وتوسعة وتجهيز عشرات المنشآت الطبية.
وقال الرئيس إن ولاية الحوض الشرقي استفادت من استثمارات وطنية تجاوزت 100 مليار أوقية قديمة، انعكست في بناء مئات الفصول الدراسية وتجهيز النقاط الصحية وحفر آبار ارتوازية وإنشاء سدود وحواجز مائية ومحطات رعوية ومراكز جمع الألبان، كما شملت إنشاء مزارع رعوية، وإعادة تشغيل مصنع الألبان، وتنفيذ عشرات المشاريع المرتبطة بتحسين سبل العيش والدفع بالإنتاج الزراعي والحيواني.
وعلى مستوى البنى التحتية الطرقية، أكد الرئيس إنجاز 190 كلم من الطرق المعبدة، ومواصلة العمل في 246 كلم أخرى، مع اتخاذ إجراءات استعجالية لسحب المقاطع المتأخرة من الشركات المنفذة لإسنادها إلى مقاولين جدد.
وطمأن الرئيس السكان بأن الوضع الأمني تحت السيطرة، رغم التحديات الناتجة عن تدفق اللاجئين وتداخل السكان على جانبي الحدود.
وأشاد بما أبدته المجتمعات المحلية من تضامن وإنسانية في استقبال اللاجئين، داعيا إلى مزيد من الصبر والواقعية في التعامل مع تبعات الوضع الإقليمي.
وأشار الرئيس إلى أن الحوض الشرقي سيستفيد من أكثر من 40 مليار أوقية قديمة في المرحلة الأولى من البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الأساسية، والذي يشمل بناء مدارس ومراكز ونقاط صحية وحفر وتجهيز شبكات مياه جديدة وزيادة إنتاج مشروع الظهر وتوسيع الكهرباء ليصل إلى عشرات القرى، كما يتضمن إنشاء سدود زراعية وحواجز مائية ومزارع مسيجة ومرافق رعوية، إضافة إلى تكوين آلاف الشباب وتمويل مشاريع مدرة للدخل.
وأعلن الغزواني عن إطلاق برنامج واسع لمندوبية “تآزر” في الولاية، وتوسيع تدخلات مفوضية الأمن الغذائي.
وكشف الرئيس عن مشاريع استراتيجية مرتقبة، أبرزها خط الأمل الكهربائي الذي سيربط نواكشوط بالنعمة بكلفة 300 مليار أوقية قديمة، وقال إنه سيشكل تحولا جذريا في ولوج الكهرباء على طول طريق الأمل.
وتحدث عن برنامج لتطوير صناعة الألبان، وإطلاق أشغال طريق تمبدغة–بوصطيلة–آمرج خلال 2026، والعمل على تحديد مسار جديد لطريق ولاته بما يضمن فك العزلة عن جميع التجمعات.
وختم الرئيس خطابه بالتأكيد على أن تحقيق التحول الاقتصادي والاجتماعي في الحوض الشرقي يتطلب تضافر جهود السكان ومواكبتهم للإصلاحات الجارية، داعيا إلى نبذ العصبيات وتعزيز روح المواطنة والإقبال على التعليم والعمل، مؤكداً ثقته في قدرة الولاية على التحول إلى قطب تنموي مزدهر إذا ما تواصل العمل المشترك والتعبئة الجادة لتحقيق الأهداف المرسومة.



