التيار (نجامينا) - قال الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو، إن المرحلة الانتقالية في البلاد قد انتهت، وإن الوقت قد حان لإطلاق مشاورات وطنية واسعة تهدف إلى إنشاء إطار دائم للحوار السياسي، يتماشى مع متطلبات المرحلة الجديدة.
جاءت تصريحات ديبي خلال لقاء عقده الاثنين، بقصر "توماي" مع رؤساء وأمناء عامين لـ290 حزبا سياسيا معترفا به رسميا، من أصل 336 حزبا في البلاد، وذلك عقب حل "الإطار الوطني للتشاور بين الأحزاب السياسية" (CNCP) يوم 15 أبريل 2025.
وأكد ديبي أن نجاح المرحلة الانتقالية وتنظيم ست انتخابات وطنية بشكل سلمي يمثل ثمرة نضج الطبقة السياسية ومسؤوليتها ووطنيتها، قائلا: "هذا النجاح هو نجاحكم أنتم، الطبقة السياسية التشادية برمتها، وأعبر لكم باسم الأمة التشادية عن امتناني العميق".
وأشاد الرئيس بدور "الإطار الوطني للتشاور"، واصفا إياه بأنه كان منصة موثوقة للحوار والتنسيق خلال مرحلة مفصلية من تاريخ البلاد، قبل أن تنتهي مهمته بانتهاء الفترة الانتقالية.
ودعا ديبي الفاعلين السياسيين إلى المشاركة الفاعلة في المشاورات الوطنية المرتقبة من أجل وضع تصور لإطار تشاوري جديد، يأخذ بعين الاعتبار حيوية الديمقراطية التشادية ومتطلبات إعادة التأسيس، مع الالتزام بالنصوص القانونية المنظمة.
وحث ديبي على تجاوز الخلافات السياسية من أجل كتابة نهاية مشرقة للتاريخ الوطني، مؤكدا التزامه بنهج التشاور الدائم مع جميع الأطراف السياسية.
وكان رئيس حزب "المحولون" التشادي، الدكتور سكسيه ماسرا، قال إن الوقت قد حان لتغيير المسار السياسي في البلاد، داعيا رئيس الدولة، المشير محمد إدريس ديبي إتنو، إلى ترجمة تطلعات الشعب التي عبّر عنها في انتخابات السادس من مايو 2024 إلى خطوات عملية تعكس الإرادة الشعبية.
وطالب ماسرا في خطاب ألقاه الثلاثاء الماضي، خلال تجمع جماهيري نظمه حزبه في نجامينا بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيسه، ب"إعادة قراءة دقيقة لكل بند" من اتفاق توماي، الموقع بينه وبين الرئيس ديبي في أكتوبر 2023، مؤكدا أن اللحظة تتطلب تحولا سياسيا حقيقيا يفضي إلى حكم شامل وإصلاحات هيكلية عميقة.
وحذر ماسرا من مخاطر التباطؤ في تنفيذ الإصلاحات، معتبرا أن الاكتفاء بما وصفه بـ"التعديلات الشكلية" والإبقاء على الوضع القائم يعكس تأثير ما سماها "قوى النفوذ الضارة"، التي تعرقل انفتاحا وطنيا حقيقيا على كافة الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، وهو ما اعتبره السبيل الوحيد لتفادي تكرار سيناريوهات الانفجار كما حدث في السودان.