التيار (واغادوغو) - قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الجيش البوركيني شارك في مجازر راح ضحيتها أكثر من 130 مدنيا من الفولان، خلال عملية عسكرية نفذت في مارس 2025، غرب البلاد، تحت مسمى "الإعصار الأخضر 2"، مؤكدة أن هذه الانتهاكات تمثل جرائم حرب محتملة.
وأوضحت المنظمة في بيان صادر اليوم الإثنين أن ميليشيات موالية للحكومة، بمشاركة قوات من الجيش، نفذت عمليات قتل جماعي بحق مدنيين، بينهم نساء وأطفال ومسنون، في منطقة "بوكل دو موهون"، مما أدى إلى موجة نزوح كبيرة نحو الحدود مع مالي، وسط استخدام مروحيات وطائرات مسيرة لمراقبة العمليات.
وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن هذه الانتهاكات أعقبها هجمات انتقامية شنتها جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، التابعة لتنظيم القاعدة، في محافظة "سورو"، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 100 مدني، بعد اتهامهم بالتعاون مع الجيش.
ودعت المنظمة السلطات البوركينية إلى فتح تحقيق مستقل في هذه الأحداث، ومحاسبة المسؤولين عنها، مشيرة إلى أنها أجرت مقابلات مع شهود عيان وضحايا وأفراد من المجتمع المدني، كما حللت مقاطع فيديو تظهر عناصر من "متطوعي الدفاع عن الوطن" وهم يرتكبون انتهاكات ضد مدنيين.
ونقلت المنظمة عن أحد سكان "سولونزو"، فقد ثمانية من أفراد عائلته، قوله إن المدنيين الفارين كانوا يطلق عليهم النار من قبل الميليشيات، بينما كانت الطائرات المسيرة تحلق فوق رؤوسهم، مضيفا: "كنا نصاد كما تصاد الحيوانات".
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الحكومة إن قوات الأمن صدت هجوما إرهابيا في 10 مارس، وقتلت العشرات من المسلحين، مشيرا إلى أن بعض المدنيين استخدموا كدروع بشرية، وأن السلطات وفرت المأوى لما يقرب من 318 نازحا في العاصمة واغادوغو.
لكن شهود عيان نفوا وقوع اشتباكات بين الجيش والجماعات المسلحة في محيط "سولونزو"، مؤكدين أن العملية كانت موجهة ضد مدنيين من الفولان، في ظل اتهامات متكررة تربط هذه الشريحة بانتماءات لمسلحين إسلاميين.
وقال أحد الشهود: "اليوم لم يبق أي فولاني في مقاطعة بانوا، إما فروا أو قتلوا أو أسروا... بينما بقيت باقي المكونات العرقية في أماكنها".
وتأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه الجيش البوركيني انتقادات متزايدة بشأن تعامله مع الوضع الأمني، خاصة بعد انتقاله إلى محافظة "سورو" التي يسيطر عليها تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" منذ أكثر من سبع سنوات، دون أن يوفر حماية دائمة للسكان المدنيين من الهجمات الانتقامية.