التيار (أبيدجان) - قال الرئيس الكونغولي السابق جوزيف كابيلا، إنه سلم السلطة سلميا قبل ست سنوات، في خطوة غير مسبوقة منذ استقلال البلاد قبل أكثر من ستة عقود، مؤكدا أن هذه المبادرة هدفت إلى حماية المصلحة العليا للوطن وتفادي الأزمات السياسية.
وأوضح كابيلا، في خطاب له، أن الانتقال السلمي للسلطة في يناير 2019 منح أملا كبيرا للكونغوليين، مشيرا إلى أن البلاد كانت في "وضع أفضل بكثير" عند مغادرته الحكم مقارنة ببداية حكمه عام 2001، مؤكدا أن "المواطنين يدركون هذا الواقع أكثر من غيرهم لأنهم يدفعون ثمن ما يجري اليوم من معاناة يومية".
وأكد كابيلا أن "مواصلة الصمت في ظل ما يشهده البلد، كان سيجعلني مدانا أمام محكمة التاريخ بتهمة عدم مساعدة أكثر من مئة مليون مواطن في خطر"، مشيرا إلى أن ما دفعه للحديث هو الرغبة في المساهمة في إيجاد حل للأزمة التي تهدد مستقبل البلاد، واصفا حال جمهورية الكونغو الديمقراطية بأنها "في وضع خطير والبلد يحتضر".
وأضاف الرئيس السابق أنه، نظرا للموقع الاستراتيجي للكونغو والدور المنتظر منها، أبرم اتفاقا سياسيا مع خلفه فور توليه المنصب، لتشكيل ائتلاف بين التيارين السياسيين، مشددا على أن الاتفاق كان يهدف إلى تمكين الرئيس الجديد من ممارسة سلطاته بشكل فعال، رغم محدودية تمثيل تياره السياسي في البرلمان.
وتابع قائلا: "حرصت من خلال هذا الاتفاق على ضمان انسجام عمل المؤسسات وتفادي الأزمات التي قد تكون مدمرة لديمقراطيتنا الفتية"، مشيرا إلى أن "كثيرا من المغالطات قيلت حول هذا الاتفاق، بما في ذلك من أحد الموقعين عليه"، مضيفا: "حين يحين الوقت، ستظهر الحقيقة مدعومة بالأدلة، أما الآن فأؤكد أن دافعي الوحيد كان خدمة الوطن".
وختم كابيلا بالقول إن هذا الانتقال السلمي "أحيا آمالا كبيرة لدى الشعب، في وقت كانت فيه البلاد تقف على أرضية أكثر صلابة مقارنة ببداية الألفية".