منذ توليه قيادة البلاد، أثبت فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كفاءة عالية وخبرة متراكمة، من خلال تعامله الحكيم والمسؤول مع مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية.
فقد أعلن مبكرًا فصل السلطات، وأرسى دعائم احترام المؤسسات، وعمل على تعزيز المكاسب الديمقراطية وتطوير الآلية الانتخابية بالتشاور مع أحزاب المعارضة، معتمدًا نهج الحوار والتشاور في مرحلة كانت في أمسّ الحاجة إلى ذلك. كما تبنّى سياسة الحكم الرشيد ومحاربة الفساد، من خلال تفعيل جميع آليات التفتيش والمراقبة، بما في ذلك المحكمة المختصة بمكافحة الفساد.
وفي الوقت ذاته، أطلق خطة تنموية شاملة استهدفت تنفيذ مشاريع استراتيجية كبرى في مختلف القطاعات الحيوية، ومعالجة الاختلالات البنيوية التي عرقلت التنمية لعقود طويلة.
وكان فخامته أول رئيس يباشر توزيع الثروة الوطنية بشكل منصف، لتشمل الفئات الهشة من فقراء وضعفاء وأرامل ومتقاعدين وذوي إعاقة وضحايا الرق والإرث الإنساني والمرضى. وقد أُنشئت مؤسسات وطنية، أبرزها “التآزر”، لأداء هذا الدور النبيل، كما تم توجيه وزارة الشؤون الاجتماعية ومفوضية الأمن الغذائي والهلال الأحمر وكافة القطاعات ذات الصلة للعمل على هذا النهج، لضمان اندماج الفئات المهمشة في مسار التنمية.
وقد استعادت الخزينة العامة دورها المركزي، وتضاعفت مداخيلها مرات عدة، ما مكّن الدولة من تمويل مشاريعها التنموية اعتمادًا على مواردها الذاتية، دون الحاجة إلى قروض خارجية.
كذلك، نجح فخامة الرئيس في إزالة العراقيل التي كانت تعيق التعاون مع الشركاء الماليين، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك العربي للاستثمار والبنك الإفريقي للتنمية، مما مكّن البلاد ولأول مرة من تنفيذ مشاريع تنموية بسلاسة، دون عقبات في التمويل.
أما على المستوى الدبلوماسي، فقد قام فخامته بجهود متميزة أعادت لموريتانيا حضورها الفاعل في المحافل الدولية، من خلال خطاب سياسي رصين، ورؤية استراتيجية ناضجة. وليس من قبيل المصادفة أن يحظى بثقة الاتحاد الإفريقي بإجماع تاريخي لقيادة المنظمة، أو أن يفوز الدكتور سيدي ولد التاه برئاسة البنك الإفريقي للتنمية؛ فذلك يعكس نتائج دبلوماسيته الهادئة والفاعلة.
ويُنظر إليه اليوم كرجل إجماع على مستوى الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبره شريكًا استراتيجيًا في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، وفي دعم الأمن والاستقرار في منطقة الساحل.
كما تربطه علاقات تعاون واحترام متبادل مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبره حليفًا موثوقًا به. وحافظ، بحكمته، على علاقات متوازنة مع شركاء آسيا، خصوصًا الصين وروسيا، رغم ما بينهما من خلافات دولية.
أما في محيطه العربي والإسلامي، فإن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يُعد من القادة القلائل الذين يحتفظون بعلاقات تعاون وصداقة وأخوّة مع جميع الأطراف دون استثناء.
وفي هذا السياق، يُنتظر من الحوار الوطني المرتقب، الذي يُضاف بدوره إلى الإنجازات السياسية البارزة لفخامة الرئيس، أن يعكس حجم التحوّل الجاد الذي تشهده البلاد، من إصلاحات عميقة، وترسيخٍ للعدالة الاجتماعية، ونجاحاتٍ اقتصادية ودبلوماسية لافتة.
ومع استعداد موريتانيا لدخول مرحلة تصدير الغاز، وقريبًا الهيدروجين الأخضر، يتعيّن على النخبة الوطنية، وعلى رأسها الطيف السياسي المشارك، أن ترتقي بمستوى التشاور والتوافق، بما يضمن تثمين المكتسبات، وصون الاستقرار، ودفع مسيرة التنمية، خدمةً للمصلحة العليا للوطن.
محمد ولد كربالي عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف