والي الحوض الشرقي ينتقد عزوف أطر الولاية عن خدمة مجتمعاتهم ويصف انتماءهم بـ"الصوري"

بواسطة ezzein

التيار (نواكشوط) - قال والي الحوض الشرقي، إسلم ولد سيدي، إن أطر الولاية الذين تمكنوا من التحصيل العلمي ثم غادروها دون الالتفات إلى مجتمعاتهم، قد تركوا وراءهم أمهات وأخوات وبيئة اجتماعية تعاني التهميش وسوء الأحوال، منتقدا غيابهم عن المساهمة في التنمية وتركهم منازل مغلقة وأخرى آيلة للسقوط، فيما تعيش أسرهم في أعرشة رديئة.

وأكد الوالي، في كلمة ألقاها اليوم خلال إشرافه على افتتاح نشاط تابع لوزارة الشباب، أن مجرد الانتماء الصوري لمجتمع أو ولاية لا يكفي، مضيفا أن من ينفق أمواله على الفنادق أو يكدسها في الصناديق حتى يموت عنها، بينما يعاني محيطه الأسري من ظروف صعبة، يسيء لنفسه ولمجتمعه.

ودعا ولد سيدي الأطر إلى المساهمة الفعلية في التنمية المحلية والتشغيل، وبناء المدارس، وتعميق الآبار، ومساندة محيطهم الاجتماعي المباشر، بل والواسع، مشيرا إلى أن من يعود إلى الولاية ويتذكرها – حتى في مواسم السياسة – يستحق الشكر من مجتمعه.

وأضاف أن العطل الصيفية ينبغي أن تكون فرصة للاطلاع على الواقع ومعاينة الإشكالات، لا مناسبة للترفيه فحسب، مشددا على أن التنمية تبدأ بالوعي بالمسؤولية تجاه الأسرة والمجتمع والولاية.

ووفق مصادر التيار في الولاية حظيت كلمة الوالي بتفاعل واسع من الحضور، خاصة من فئة الشباب الذين امتلأت بهم القاعة، حيث عبر عدد منهم عن ارتياحهم لجرأة الخطاب وصراحته، واعتبروه توصيفا واقعيا لحالة التهميش التي تعاني منها الولاية نتيجة غياب وزراء، ونواب، وأطر الولاية وتخليهم عن أدوارهم التنموية والاجتماعية.

ووصف بعض المشاركين كلمة الوالي بأنها "إيجابية وشجاعة"، مؤكدين أنها تعكس تطلعات سكان الولاية، وخصوصا الشباب، إلى خطاب مسؤول يعيد الاعتبار لمفهوم الانتماء الحقيقي المبني على الفعل لا الادعاء.