التيار (نواكشوط) - قالت وزارة المياه إن العاصمة نواكشوط شهدت خلال الأيام الماضية نقصا في المياه نتيجة الارتفاع القياسي في منسوب الطمي بمياه النهر، والذي تجاوزت نسبته 3500 وحدة، مما أدى إلى تراجع إنتاج المياه الصالحة للشرب القادمة من منظومة آفطوط الساحلي، المصدر الرئيسي لتزويد العاصمة، حيث انخفض الإنتاج اليومي من حوالي 150 ألف متر مكعب إلى نحو 50 ألف متر مكعب فقط.
وأوضحت الوزارة في بيان صادر عنها، أن تأثير الطمي على الإنتاج ليس جديدا، غير أن هذه السنة شهدت مستويات غير مسبوقة، وبلغت ذروتها بشكل مبكر في أواخر يوليو ومطلع أغسطس، مما استدعى تدخلا استباقيا بناء على توجيهات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث بادرت الوزارة إلى إنشاء منشأة جديدة لإزالة الطمي ضمن منظومة آفطوط الساحلي، تم إنجازها في وقت قياسي لم يتجاوز سبعة أشهر، بجهود متواصلة على مدار الساعة، وتم خلالها تأمين المعدات واللوازم عن طريق البحر والجو.
وأكدت الوزارة أن هذه المنشأة دخلت الخدمة يوم أمس الثلاثاء 5 أغسطس 2025، وبدأ تشغيلها تدريجيا، مما ساهم في معالجة المياه الخام المحملة بالطمي، وأتاح استعادة جزء من القدرة الإنتاجية، تمهيدا للعودة الكاملة إلى الطاقة المعتادة، مع تسجيل تحسن تدريجي في التوزيع خلال الأيام المقبلة.
وفي ظل هذه الوضعية الاستثنائية، عبأت الوزارة كافة طواقمها لضمان استمرارية تشغيل المنشآت القديمة، رغم تراجع الإنتاج، مع مراقبة فنية دائمة.
وبينت الوزارة أن الصيانة التي خضعت لها هذه المنشآت في الأشهر الماضية ساهمت في تعزيز جاهزيتها لمواجهة هذه الأزمة.
وأعلنت الوزارة اتخاذ سلسلة من الإجراءات العاجلة للتخفيف من معاناة المواطنين، شملت تنظيم التوزيع بالتناوب بين أحياء العاصمة، وفتح نقاط جديدة لضمان التزويد المنتظم، مع توفير خزانات مياه في الأحياء غير المغطاة بالشبكة وتعبئتها بشكل دائم وتأمين الربط بين إنتاج إديني وآفطوط الساحلي لتعزيز الانسيابية.
وأشارت الوزارة إلى أن تزويد العاصمة نواكشوط بالماء يعتمد حاليا على مصدرين رئيسيين يتمثلان في إديني بطاقة إنتاجية حالية تبلغ 45 ألف متر مكعب يوميا، وآفطوط الساحلي بطاقة تصل، في الظروف الطبيعية، إلى 150 ألف متر مكعب يوميا.
وأضافت الوزارة أنها تعمل حاليا على رفع الطاقة الإنتاجية لهذين المصدرين، حيث تتواصل أشغال توسعة منشأة إديني لرفع إنتاجها إلى 100 ألف متر مكعب يوميا، فيما ينتظر انطلاق أشغال توسعة آفطوط الساحلي خلال الشهرين المقبلين لزيادة إنتاجه إلى 225 ألف متر مكعب يوميا.
وأكدت الوزارة أنها تعمل على تعبئة الموارد المالية الضرورية لإنجاز محطة كبيرة لتحلية مياه البحر في نواكشوط، بسعة إجمالية تبلغ 300 ألف متر مكعب يوميا، على أن تبدأ المرحلة الأولى منها بطاقة 100 ألف متر مكعب، ضمن رؤية استراتيجية لتأمين حلول مستدامة للتزود بالمياه.
وثمنت الوزارة تفهم المواطنين وتعاونهم، مجددة التزامها الراسخ بخدمة السكان وتوفير حاجاتهم في ظل مختلف الظروف.
