التيار (نواكشوط) - انتقد وزير الصحة والشؤون الاجتماعية الأسبق، إسلمو ولد عبد القادر، وضعية القطاع الصحي العمومي في موريتانيا، قائلا إنها وصلت إلى مستوى "يجمع بين البؤس والعار"، في ظل ما اعتبره تفريطا رسميا لصالح القطاع الخاص على حساب حق المواطنين في العلاج الكريم.
وقال الوزير السابق، في تدوينة باللغة الفرنسية، نشرها على صفحته في فيسبوك تحت عنوان "من يقرضني حجة؟"، إنه التقى مؤخرا في مدينة روصو برجل عائد من بلدة "ريشارتول" السنغالية الصغيرة، حيث كان يرافق زوجته للعلاج.
وأضاف أنه شك في صدق الرجل حين قال إن مركز البلدة الصحي يعج بمرضى موريتانيين، قبل أن يقسم له الأخير بأن المرفق يعالج زوارا موريتانيين يأتون أحيانا من خارج ولاية اترارزه.
وأوضح ولد عبد القادر أنه عاد بعد ذلك إلى نواكشوط وزار المستشفى الوطني، وهناك – حسب تعبيره – "فهم كل شيء"، مضيفا: "لم أعد أستغرب حالنا، الذي يجمع بين البؤس والعار".
وفي سياق حديثه عن تدهور الحال، أشار إلى أنه اضطر في وقت سابق لإرسال من يشتري له النعناع من روصو السنغال، وكاد لاحقا أن يذهب بنفسه إلى ريشارتول للعلاج.
ورغم تأكيده أنه من أوائل من دعموا ترشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بـ"قلمه ولسانه وقلبه"، فإنه يعبر عن شعوره، وهو يغادر المستشفى الوطني، بضرورة "طرح حجة، حتى لا نضل الطريق"، مشيرا إلى أن الواقع الصحي الحالي لا يترك سوى خيار إعادة النظر في الأولويات.
وتساءل الوزير الأسبق، في ختام تدوينته، عن جدوى الإصلاح في بلد قال إن "الصحة العمومية فيه تم التضحية بها من أجل عيون الصحة الخاصة، وأصبحت فيه الحياة الإنسانية تباع كما يباع رغيف الخبز".