التيار (نواكشوط) - قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الدول الإفريقية تمثل مكملا اقتصاديا طبيعيا لإيران، مؤكدا سعي بلاده إلى تعزيز التعاون مع القارة الإفريقية، لا سيما في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
جاءت تصريحات عراقجي خلال الاحتفال بالذكرى الثانية والستين لتأسيس الاتحاد الإفريقي (يوم إفريقيا)، الذي نظم بفندق الاستقلال في طهران، بحضور عدد من سفراء الدول الإفريقية المعتمدين لدى إيران. وأعرب الوزير عن سعادته بمشاركة "الأصدقاء الأفارقة" هذا اليوم الذي يعكس – بحسب وصفه – القيم المشتركة وروح النضال من أجل التحرر والتقدم.
وأكد عراقجي أن القارة الإفريقية، بما تتمتع به من تنوع ثقافي وديمغرافي وموارد بشرية شابة، تمثل أحد أبرز النماذج الإقليمية على الساحة الدولية، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي بات يتمتع بمكانة خاصة بفضل جهوده في تحقيق التقارب بين دول القارة.
وأضاف أن لقاءه بالسفراء الأفارقة يشكل تذكيرا بجهود التحرر التي قادها زعماء كبار مثل جوليوس نيريري وجومو كينياتا ونيلسون مانديلا، موجها تحية خاصة إلى الزعيم الناميبي الراحل سام نجوما، الذي توفي في فبراير الماضي.
وأشار إلى أن شعار الاتحاد الإفريقي لعام 2025، "العدالة للأفارقة والأشخاص من أصل إفريقي من خلال التعويضات"، يعكس سعي القارة لمعالجة المظالم التاريخية، مؤكدا أن إفريقيا اليوم ليست فقط وريثة لهذا التاريخ النضالي، بل أصبحت رائدة في تحقيق إنجازات جديدة، منها السعي لنيل تمثيل دائم في مجلس الأمن الدولي.
وفي الجانب الاقتصادي، اعتبر عراقجي أن منطقة التجارة الحرة الإفريقية، التي تضم أكثر من 1.4 مليار نسمة، تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التعاون المشترك، مشيرا إلى أن إيران ترى في هذه المنطقة شريكا تكامليا لما تتمتع به من موارد طبيعية وقدرات تكنولوجية.
وأوضح أن انعقاد القمة الثالثة للتعاون الاقتصادي الإيراني–الإفريقي مؤخرا يعكس الإرادة السياسية لدى الجانبين لتوسيع الشراكة، مؤكدا أن طهران مستعدة للتعاون في عدة مجالات، منها التعليم والصحة والزراعة والتعدين والصناعات الصغيرة والمتوسطة وبناء السدود وشبكات الري وتبادل الطلاب والأساتذة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر فخر إفريقيا فخرا لها، وستواصل دعمها للقارة، معربا عن أمله في مستقبل أكثر ازدهارا للشعوب الإفريقية.
