التيار (باماكو) ـ قال فريق من مساعدي رئيس الوزراء المالي السابق شوغيل كوكالا مايغا إن الأخير لم يكن يوما خصما للأحزاب السياسية، بل كان حريصا على "فضح المتورطين في تقويض الدولة ونهب مقدراتها"، مؤكدين أن الصمت الذي يلتزمه حاليا نابع من قناعة بأن "الحكمة تقتضي معرفة متى يتحدث ومتى يصمت".
وأضاف الفريق، في بيان صادر عنه، أن مايغا كان دائما واضحا في مواقفه، سواء قبل أو أثناء توليه رئاسة الحكومة، حيث شدد على أنه لا يمكن بناء دولة جديدة بالتحالف مع من وصفهم بـ"ناهبي المال العام ومدمري الجيش المالي".
وأشار البيان إلى أن شوغيل مايغا لم يكن يوما معنيا بالصراعات السياسية الضيقة، ولا بمناورات المواقع، بل ركز منذ بداية المرحلة الانتقالية على "استعادة سيادة الدولة على كامل التراب المالي"، معتبرا أن تلك كانت "الشرط الأساسي لأي إصلاح حقيقي يفضي إلى ميلاد مالي جديد".
وأوضح مساعدو مايغا أن توليه رئاسة الحكومة في يونيو 2021 جاء في ظرف كانت فيه البلاد "عاجزة عن شراء حتى أبسط معدات الرؤية الليلية دون موافقة من فرنسا"، مؤكدين أن تغير المعادلة اليوم هو ثمرة التضحيات التي قدّمها الجيش المالي وجهود مايغا على الصعيدين الدبلوماسي والسيادي.
وأكد البيان أن مايغا واجه في فترة رئاسته للحكومة "محاولات إضعاف من أطراف عسكرية وسياسية، بينها شخصيات داخل حركته (M5-RFP)"، لكنه اختار "الهدوء والعمل بصمت، إيمانا بأن الزمن كفيل بكشف الحقائق"، وفق نص البيان.
وشدد الفريق على أن الأحزاب التي كانت تطالب برحيل مايغا واصطفت إلى جانب من سعوا لإبعاده من رئاسة الحكومة، "وجدت نفسها اليوم أمام قرار حلها دون أن تحظى بأي مقابل سياسي"، مشيرا إلى أن العديد منها "لم يؤد دوره الطبيعي في المرحلة الانتقالية، وانشغل فقط بمحاربة مايغا أو التقرب ممن كانوا يعدون لإنهائه سياسيا".
ونبه البيان إلى أن استمرار التنازع بين بعض الفاعلين العسكريين والمدنيين بعد مغادرة مايغا لمنصبه "أدى إلى ترك الساحة فارغة أمام تحولات مقلقة في المشهد الأمني، حيث غير الإرهابيون من استراتيجياتهم ووسعوا هجماتهم من الشمال إلى الجنوب".
ودعا البيان إلى استلهام دروس التاريخ، مؤكدا أن "العمل العسكري دون رؤية سياسية يشبه في خطورته فيلا في متجر خزف، فيما تبقى السياسة دون دعم عسكري مجرد بيت بلا سقف"، بحسب التعبير الوارد في البيان.