التيار (أبيدجان) - في ظل تصاعد الهجمات الجهادية في شمال توغو، تجد النساء الفولانيات أنفسهن في قلب أزمات متشابكة تمس أمنهن وكرامتهن وسبل عيشهن.
فبينما تتعرض مجتمعات الرعاة الفولانيين لضغوط متزايدة من الجماعات المسلحة، تتحمل النساء العبء الأكبر من النزوح، والعنف، والتهميش الاجتماعي والاقتصادي.
فمنذ عام 2021، تصاعدت الهجمات في منطقة سافان، خاصة في مقاطعتي كبينجال وأوتي، مما أدى إلى نزوح آلاف العائلات الفولانية نحو مناطق أكثر أمانا، إلا أن هذا النزوح لم يخفف من معاناة النساء، بل زادها تعقيدا، حيث يواجهن ظروفا معيشية صعبة، وغيابا للخدمات الأساسية، وانعداما للأمن.
في مناطق النزوح، تتصاعد التوترات بين المجتمعات الفولانية والمزارعين المحليين بسبب التنافس على الموارد الشحيحة مثل المياه والمراعي، هذه النزاعات غالبا ما تؤدي إلى اندلاع أعمال عنف، تكون النساء أولى ضحاياها، سواء من خلال الاعتداءات المباشرة أو من خلال فقدان مصادر الدخل والدعم الاجتماعي.
وتواجه النساء الفولانيات أشكالا متعددة من العنف، تشمل العنف الجنسي، والاستغلال، والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، في ظل غياب الحماية القانونية وضعف الاستجابة الأمنية، تصبح النساء أهدافا سهلة للجماعات المسلحة، التي تستغل هشاشتهن لتجنيدهن أو استخدامهن كوسائل ضغط على مجتمعاتهن.
النزوح المستمر والظروف الأمنية المتدهورة تعيق وصول النساء إلى الخدمات الصحية والتعليمية، مما يزيد من معدلات وفيات الأمهات، ويقلل من فرص تعليم الفتيات، ويكرس دوائر الفقر والتهميش.
وفي مواجهة هذه التحديات، تدعو منظمات المجتمع المدني والهيئات الدولية إلى تبني سياسات شاملة تراعي احتياجات النساء الفولانيات، وتعزز من حمايتهن وتمكينهن، من خلال توفير الخدمات الأساسية، وضمان المشاركة في صنع القرار، ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
تمثل معاناة النساء الفولانيات في شمال توغو وجها من أوجه الأزمة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة، وتستلزم استجابة عاجلة وشاملة تضع حقوق النساء وكرامتهن في صميم الحلول المقترحة.