التيار (نواكشوط) - قال يحي مختاري، ممثل طلاب كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بمجلس الكلية، إن البيان الصادر عن عميد الكلية الذي حاول تبرير إدارة الأزمة «لا يطابق الوقائع»، مؤكدا أن اتخاذ مواقف توجه اتهامات للتلاميذ وإساءة تأويل تحركاتهم لن يغيّر حقيقة تدهور الأوضاع داخل المؤسسة.
وذكر يحي مختاري، في بيان صحفي، أن عميد الكلية «كان على علم بالمشاكل منذ ثماني سنوات»، معتبرا أن الاحتفاظ بالمعرفة دون تقديم حلول عملية بعد تولي المسؤولية يعد إدانة وليس مبررا، وأن الوعود المتكررة لم ينتج عنها أي تحسن ملموس في التجهيزات أو ظروف الدراسة.
وأضاف ممثل الطلاب أن ما وصف بـ«العمل في إطار الشفافية والتواصل» لم يترجم إلى إجراءات محسوسة، وأن الاجتماعات المغلقة لم تترجم إلى تحسينات على أرض الواقع، فيما تمتاز ردود الإدارة بوعود مؤجلة لم يعهد الطلاب سابقا ترجمتها إلى واقع.
وتناول البيان تعامل العميد مع العريضة الطلابية قائلا إن «قراءة العريضة على عجل والاستجابة السطحية يشيان باستخفاف بالمطالب المتعلقة بمصير مئات الطلبة ومستقبلهم المهني»، مضيفا أن وصف الإضراب بالمفاجئ يعكس عزلة عن الواقع، لأن الاحتقان تراكم خلال شهور نتيجة الإهمال والتسويف الإداري.
وأعرب يحي مختاري عن استيائه من مخرجات اجتماع رئاسة الجامعة، واصفا المقترحات المقدمة بأنها «وعود بلا آجال واضحة ولا تعهدات تنفيذية»، وهو ما دفع الطلاب إلى اعتباره غير كاف لرفع الإضراب، لأن تجارب سابقة دلت على أن الكلام الإداري لا يتحول إلى فعل إلا تحت الضغط.
ونوه البيان إلى أن الحراك الطلابي «ليس موجها ضد شخص بقدر ما هو رفض لنهج إداري فاشل»، محذرا من محاولات شيطنة النضال المشروع وإلصاق دوافع أخرى للاضراب، مطالبا العمادة بتحمل مسؤوليتها أمام الطلبة.
وجدد ممثل الطلاب مطالبهم العملية والمباشرة، مطالبا إدارة الكلية والحكومة بالإجابة الفورية عن تساؤلات أساسية بينها، مصير مختبرات طب الأسنان والصيدلة، آليات الطعون في الامتحانات والتربصات وإمكانية إعادة تصحيح الأوراق، وضمانات تنظيم الامتحانات والمنح الخاصة بالأطباء الداخليين، مؤكدا أن هذه المطالب «لا تحتاج إلى مراسيم رئاسية أو ميزانيات ضخمة بل إلى إرادة جادة».
وأعلن يحي مختاري استمرار الحراك السلمي «بذات الوعي والمسؤولية» حتى تتحقق مطالب الطلاب وتستأنف الدراسة في ظروف لائقة.
