التيار (نواكشوط) - قال رئيس مجلس النواب المغربي، رشيد الطالبي العلمي، إنه سعيد بوجوده على الأراضي الموريتانية لافتتاح أشغال الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، إلى جانب رئيس الجمعية الوطنية، محمد بمب مكت، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يمثل مرحلة جديدة في علاقات البلدين الأخوية التي تتجاوز المنافع والمصالح إلى روابط الأخوة والدم، وذلك وفق إرادة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني والعاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأكد العلمي في كلمته خلال افتتاح المنتدى أن منح هذه الدورة طابعا اقتصاديا، وتناولها لقضايا الزراعة وتربية الماشية والصيد البحري والتكوين المهني، يعد خيارا موفقا من الجانب الموريتاني، مشيدا بمشاركة وزراء وخبراء وممثلي القطاع الخاص من البلدين في أعمال المنتدى.
وأضاف أن العلاقات السياسية بين البلدين تمثل نموذجا في حسن الجوار والتفاهم، غير أن التعاون الاقتصادي والتقني ما يزال دون المستوى المطلوب ولا يعكس الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها البلدان، داعيا إلى استثمار الروابط الجغرافية والبشرية من أجل مواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية.
وأشار العلمي إلى أن البلدين يتقاسمان موقعا استراتيجيا يمتد على أكثر من 4200 كيلومتر من السواحل البحرية، ما يتيح فرصا واعدة للتعاون في مجالات السياحة والخدمات والموارد البحرية، بالإضافة إلى إمكانية التحول إلى منصتين للتبادل التجاري بين إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين.
وشدد رئيس مجلس النواب المغربي على أهمية العنصر البشري باعتباره ثروة مشتركة، موضحا أن تكوين الشباب وتأهيله يمكن أن يحول الإحباط إلى طموح وبناء، مثمنا في هذا السياق إدراج قطاع التكوين ضمن محاور المنتدى.
وقال العلمي إن العلاقات بين موريتانيا والمغرب تمثل نموذجا للتعاون الإقليمي في ظل عالم مضطرب وسياقات دولية متحولة، مؤكدا أن الثقة المتبادلة والإرادة السياسية لقائدي البلدين تشكل أساسا صلبا لهذا التعاون.
وأكد المسؤول المغربي على أن البلدين مرشحان للعب دور محوري في المشاريع الاستراتيجية القارية، لاسيما في إطار مبادرتي الدول الإفريقية الأطلسية، وتمكين بلدان الساحل، مشيرا إلى أن المغرب وموريتانيا يمتلكان المؤهلات الكفيلة بتحقيق اندماج قاري حقيقي وتعزيز الربط الإقليمي والدولي.