التيار (نواكشوط) ـ قال مدير بيت الشعر – نواكشوط، الدكتور عبدالله السيد، إن اللغة العربية لعبت أدوارا محورية في التاريخ الإنساني، معتبرا أنها تمثل أحد أبرز جسور التواصل الحضاري والمعرفي بين الشعوب.
جاء ذلك خلال ندوة علمية نظمها بيت الشعر مساء اليوم الخميس 29 مايو 2025، ضمن سلسلة "إشراقات علمية وثقافية"، تحت عنوان: "دور اللغة العربية في التاريخ الإنساني"، استضاف فيها الباحث والإعلامي الدكتور محمد ولد محمد علي، وأدارها الدكتور عبدالله السيد.
وفي محاضرته، قدم ولد محمد علي قراءة معمقة في نشأة اللغة العربية ضمن عائلة اللغات السامية، مستندا إلى نقوش مسمارية عثر عليها في الحجاز، مشيرا إلى أن اللغة العربية الفصحى وجدت قبل الميلاد بصيغتها الراهنة من حيث المفردات والبنية اللغوية.
وأوضح الباحث أن هذا الامتداد الزمني والتواصلي، يعد تفوقا فريدا مقارنة بلغات حديثة لا يتجاوز عمرها أربعة قرون، مؤكدا أن الفصحى احتفظت بقدرتها التفاعلية مع الناطقين بها عبر العصور، على خلاف ما شهدته لغات أخرى من انقطاع بين أجيالها.
وأشار ولد محمد علي، إلى أن إسهام العربية في الحضارة الإنسانية كان "محوريا وضروريا"، بل "لولاها لما خرج العالم من ظلمات العصور الوسطى"، مستعرضا شهادات عدد من المستشرقين الذين عبروا عن إعجابهم بالمنظومات الفكرية للغة العربية، واصفين إياها بأنها "لغة لا يعرف لها ابتداء ولا تشيخ".
ودعا إلى تعزيز الاعتزاز بالهوية الحضارية واللغوية، ومواجهة التحديات المعاصرة بروح الانفتاح الواعي، مشيرا إلى فشل محاولات طمس الفصحى خلال القرن التاسع عشر، ومجددا التأكيد على ضرورة الحضور الفاعل للعربية في مجالات البحث العلمي والتقني.
وقد اختتمت الندوة بمداخلات أكاديمية وأدبية من أساتذة جامعيين وشعراء، أغنت النقاش حول موضوع الندوة، تبعها تعقيب من الضيف، وسط حضور نوعي من المهتمين بالثقافة واللغة والشعر.