التيار (باماكو) - قالت هيئة الأركان العامة للجيوش في مالي، إن قواتها تواصل تنفيذ عملية عسكرية واسعة على امتداد التراب الوطني، تهدف إلى كسر موجة الهجمات الأخيرة التي تقف وراءها جماعات إرهابية، مؤكدة أن العمليات أسفرت عن نتائج نوعية بفضل يقظة الأجهزة الأمنية وتحركات القوات بشكل استباقي.
وأوضحت الهيئة في بيان صادر قبل قليل أن مصالح الاستخبارات والقوات المشتركة تمكنت، مع اقتراب عيد الأضحى، من إفشال عدة مخططات لشن هجمات تستهدف بث الذعر بين السكان وزعزعة استقرار مؤسسات الجمهورية، مشيرا إلى أن هذه المحاولات جرت بالتنسيق مع شبكات مالية وإعلامية كانت مستعدة لاستغلال تلك العمليات بهدف إشاعة الفوضى والتأثير على الرأي العام.
وأشار البيان إلى تفكيك خلايا نائمة في بعض المدن الكبرى وتوقيف عدد من المتعاونين مع الجماعات المسلحة، في حين وضع آخرون تحت الرقابة، كما تم في العمق اكتشاف وتدمير عدة قواعد لوجستية كانت تستخدم لتخزين الوقود والإمدادات الضرورية لتنفيذ الهجمات، وذلك في إطار عمليات جوية وبرية متواصلة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأضاف البيان أن الجيش تمكن يوم السادس من يونيو من تدمير مخازن كبيرة للوقود في منطقتي بولكسي ودونا بولاية باندياغارا، كما دمر في اليوم ذاته مستودعا آخر شرق غروما راروس في ولاية تمبكتو، كان يحتوي على أكثر من ألف برميل من الوقود المخصص لتزويد الجماعات المسلحة، وقد نفذت هذه العملية بدقة عبر تدخل جوي مباشر، وفق البيان.
وفي السابع من يونيو، واستنادا إلى معلومات استخباراتية ومراقبة ميدانية استمرت لساعات، نفذت القوات المالية عملية دقيقة أسفرت عن تدمير قاعدة إرهابية شرق منطقة زاهرو، حيث تم القضاء على مركز قيادة ومعدات اتصال متقدمة، إلى جانب تدمير ثلاث مركبات تقل مقاتلين وإمدادات لوجستية.
وفي نفس اليوم، نفذت غارة جوية أخرى أسفرت عن تدمير قاعدة إضافية بالقرب من بلدة أسوك شمال غرب مدينة كيدال.
وأكد الجيش المالي أن عمليات التمشيط مستمرة، مشددا على أن كل الجهود تتركز حاليا على تعقب من تبقوا من عناصر الجماعات المسلحة وإحباط أي هجمات قيد الإعداد.
وأشادت هيئة الأركان بالدعم الشعبي الواسع لصمود القوات المسلحة، مبرزة ما وصفته بقدرة الماليين على التماسك وعدم الانجرار خلف حملات التخويف التي يسعى العدو إلى نشرها.
وأكد الجيش على أن كل الوسائل سيتم تسخيرها لملاحقة الجماعات الإرهابية وتدمير أوكارها ومستودعاتها، محذرا من مغبة أي تعاون أو تواطؤ مع تلك الجماعات التي وصفها بـ"الخارجة عن القانون".
وأضاف أن وحدة الماليين هي السبيل الوحيد لدحر الإرهاب واستعادة الأمن في البلاد.