التيار (داكار) - أثار غياب الوزير الأول السنغالي، أوسمان سونكو، عن اجتماع مجلس الوزراء الأخير، تساؤلات عديدة في الأوساط السياسية والإعلامية، خصوصا في ظل غياب أي توضيح رسمي من رئاسة الحكومة أو من حزب "باستيف".
وتداولت مصادر إعلامية أنباء غير مؤكدة حول احتمال إبلاغ المجلس الدستوري سونكو بعدم دستورية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2029، ما تسبب في "ارتباك داخل دائرته المقربة"، وفق تعبير بعض التقارير، غير أن المجلس الدستوري وحزب "باستيف" لم يؤكدا هذه المعلومات حتى الآن.
وفي خضم هذه الشائعات، خرجت رئيسة حركة "ديوماي رئيس"، السيدة عايدة مبوج، لتوضح أن "غياب الوزير الأول عن مجلس الوزراء يعود لأسباب صحية"، مؤكدة أن الأمر لا يتجاوز ذلك.
ويأتي هذا الغياب في سياق سياسي حساس، إذ كان سونكو في الأسابيع الماضية في واجهة النقاشات الحكومية حول ملفات كبرى، من بينها قضية "الديون الخفية"، وملف "8 مليارات باكل"، إضافة إلى الترتيبات الجارية للموازنة العامة والعمليات المثيرة للجدل الخاصة بإخلاء الشوارع من الباعة المتجولين.
ولاحظ مراقبون غياب سونكو عن آخر تنقلات الرئيس ديوماي فاي، وظهوره بوجه متجهم خلال تسليم الكتاب الأبيض حول "قدامى المحاربين السنغاليين"، ما زاد من غموض الموقف.
ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من الحكومة لتوضيح أسباب هذا الغياب، في حين نقلت بعض المصادر أن الرئيس بشيرو دوماي فاي قام بزيارة إلى منزل سونكو للاطمئنان على صحته.
ودعت تقارير إعلامية قريبة من دوائر السلطة فرق التواصل الحكومية إلى سرعة التفاعل مع الرأي العام لتفادي انتشار الشائعات، مؤكدة أن "الفراغ المعلوماتي يغذي دائما الشكوك".
أما على الصعيد السياسي الداخلي، فتشير تحليلات إلى وجود توتر مكتوم داخل صفوف "باستيف"، على خلفية تباينات بين أنصار الرئيس ديوماي فاي وأنصار الوزير الأول، وسط حديث عن تراجع التنسيق بين الطرفين في بعض الملفات، دون أن يصل الأمر إلى قطيعة رسمية.



