بلي غوديه: دعمت سيمون غباغبو وأرفض الاصطفاف وراء حكومة لا تخدم الشعب

بواسطة ezzein

التيار (آبيدجان) ـ قال رئيس "حزب المؤتمر الإفريقي من أجل العدالة والمساواة بين الشعوب"، شارل بلي غوديه، إنه اختار دعم المرشحة سيمون إهيفيت غباغبو في الانتخابات الرئاسية الإيفوارية، مؤكدا أن موقفه يأتي من قناعة بأن البلاد تحتاج إلى قيادة وطنية تضع المصالحة الحقيقية في صلب أولوياتها.

وأوضح بلي غوديه، أنه لا ينتمي إلى أي من معسكري السلطة أو المعارضة التقليدية، لأن كليهما "لم يقدما بعد مشروعا واضحا يضع مصلحة المواطن فوق المصالح السياسية".

وأضاف بلى غوديه: "لسنا في معركة أشخاص، بل في معركة قيم، أرفض الاصطفاف وراء حكومة لا تخدم الشعب، كما أرفض معارضة لا تقدم بديلا مسؤولاً".

وأشار السياسي الإيفواري إلى أن حزبه خاض الحملة الرئاسية إلى جانب سيمون غباغبو من أجل "إعادة الاعتبار للكرامة الوطنية وبناء دولة قانون تنصف ضحايا الانقسامات الماضية"، لافتا إلى أن تجربة السنوات الأخيرة أثبتت أن المصالحة الوطنية "لا يمكن أن تفرض من فوق، بل تبنى بثقة متبادلة وعدالة مستقلة".

وأكد بلي غوديه أنه لا يطمح إلى أي منصب سياسي في الوقت الحالي، مفضلا "العمل الميداني لإعادة بناء الثقة بين الإيفواريين"، مشددا على أن الشعب الإيفواري "سئم الوعود الزائفة ويريد قادة يتكلمون بصدق ويفعلون ما يقولون".

وأكد رئيس المؤتمر الإفريقي أن حياته بعد تبرئته من قبل المحكمة الجنائية الدولية ما تزال صعبة، لكنه يستمد قوته من وفاء أصدقائه الذين ساندوه خلال فترة سجنه في لاهاي، وبعد عودته إلى بلاده.

وقال بلي غوديه في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الإيفوارية (AIP)، إن “أصدقاءه القدامى من أيام الدراسة تكفلوا ببناء منزله في مدينته الأصلية خلال فترة سجنه، ويتولون إلى اليوم دعمه ماديا ومعنويا”، موضحا أن حساباته المصرفية لا تزال مجمدة، وأنه يعيش بفضل تضامن هؤلاء الأصدقاء الذين “يجسدون معنى الصداقة الحقيقية القائمة على القناعة لا المصلحة”.

وردّا على من يزعمون أن المنزل الذي يقيم فيه هدية من السلطات، قال بلي غوديه إن “السلطة التي منعتني من الترشح وجمدت حساباتي لا يمكن أن تكون هي نفسها من تمولني”، معتبرا تلك الشائعات “جزءا من الأساطير التي تنسج حول القادة السياسيين”.

وأضاف الوزير السابق أنه لا يعمل حاليا رغم كفاءته في مجال الاتصال، لأن أحدا في بلاده “لن يجرؤ على توظيفه” في الظروف الحالية، لكنه يؤكد أنه سيواصل العمل من أجل وطنه، مفضلا التركيز على من يقدرون نضاله بدل الرد على منتقديه.

ووجه بلي غوديه رسالة إلى الشباب دعاهم فيها إلى “التمييز بين أصدقاء المواسم وأصدقاء القناعات”، مضيفا: “عندما تكون في القمة، أصدقاؤك يرونك، لكن عندما تهبط إلى الوادي، أنت من تراهم، وأنا في الوادي، رأيت أصدقائي الحقيقيين.”

وأشار إلى أن علاقته ما تزال متينة مع دامانا بيكاس، زميله القديم في النضال الطلابي، بينما “لا تجمعه علاقة خاصة” مع السياسي ستيفان كيبري.

ويعد شارل بلي غوديه أحد أبرز الوجوه السياسية في ساحل العاج، وكان قد حكم عليه بالسجن في لاهاي إلى جانب الرئيس السابق لوران غباغبو، قبل أن تبرئهما المحكمة الجنائية الدولية من تهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية.