التيار (نواكشوط) - قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إن الولاة مطالبون بالاضطلاع بكامل مسؤولياتهم لكسب معركة إرساء المواطنة، والتصدي لكل الممارسات المنافية لقيم الدولة ومرتكزات الانتماء الوطني، مؤكدا أن تعزيز روح المواطنة يجب أن يكون أولوية قصوى للإدارة الإقليمية.
وأضاف الغزواني، خلال اجتماع عقده اليوم في القصر الرئاسي مع ولاة ولايات الوطن، أن اللقاء مخصص لمتابعة تنفيذ توجيهات الاجتماعات السابقة، وتقييم أداء الإدارة الإقليمية والمحلية، والاطلاع على مستوى تقدم السياسات العمومية ضمن برنامج "طموحي للوطن"، بما في ذلك البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الأساسية.
وأوضح الرئيس أن مضامين خطابات زيارته الأخيرة للحوض الشرقي، رغم تناولها للشأن الجهوي، فإنها تحمل رسائل موجهة إلى عموم المواطنين والمسؤولين الإداريين، خصوصا ما يتعلق بترسيخ دولة المواطنة والقانون.
وشدد الرئيس على ضرورة التعامل مع المواطنين على قدم المساواة، بعيدا عن الاعتبارات الضيقة، سواء كانت قبلية أو جهوية أو فئوية، مؤكدا أن مقصده ليس استهداف الكيانات الاجتماعية التقليدية، بل مواجهة مظاهرها السلبية التي تمس بوحدة الدولة أو تعيق التنمية، بما في ذلك محاولات احتكار الأراضي الزراعية أو نقاط المياه أو الموارد الطبيعية.
وشهد الاجتماع تقديم عروض من الولاة حول تنفيذ التوجيهات السابقة، خاصة ما يتعلق بالمدرسة الجمهورية، والتقري العشوائي، وحماية المراعي، والهجرة، وإقامة الأجانب، إضافة إلى متابعة وضعية الزراعة واستغلال المعدات الموضوعة تحت تصرف الجهات.
ودعا الغزواني الولاة، باعتبارهم ممثلين للرئيس والحكومة، إلى تعزيز التواصل مع السكان، وتكثيف الزيارات الميدانية، والعمل على شرح السياسات والبرامج الحكومية، مؤكدا أن الإدارة الإقليمية تمثل الأداة الأساسية لتنزيل السياسات العمومية على أرض الواقع.
ووجه الرئيس الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة للتعاطي مع القضايا والمطالب التي أثارها الولاة، وتعزيز التنسيق بين المستويين المركزي والإقليمي، دعما للمقاربة التنموية التشاركية المعتمدة.



