التيار (باماكو) - قالت مصادر محلية في وسط مالي إن مدينة ديافارابي تعيش منذ أسبوعين تحت حصار خانق فرضه مسلحون تابعون لجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، وذلك عقب المجزرة التي وقعت في 12 مايو الجاري وراح ضحيتها 26 مدنيا، معظمهم من قومية الفولان.
ونقلت جون آفريك عن المصادر أن الوضع الإنساني في المدينة يزداد تدهورا في ظل انقطاع طرق الإمداد، وانتشار التوتر بين السكان، بينما تواصل السلطات تحقيقاتها في الأحداث الدامية، وسط أنباء عن توقيفات طالت عناصر من الجيش المالي.
وتتهم جماعة جهادية باستغلال الصدمة التي خلفتها المجزرة لتوسيع سيطرتها على المنطقة، التي تشهد منذ سنوات تصاعدا في وتيرة العنف بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية، في سياق نزاع معقد يتداخل فيه البعد العرقي بالطائفي والسياسي.
وقد أثارت هذه الأحداث موجة غضب واسعة في أوساط المجتمع المدني المالي، حيث تتعالى الأصوات المطالبة بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين، سواء من منفذي الجريمة أو من المتواطئين معها، بما في ذلك العناصر النظامية إذا ثبت تورطها.
وتسلط مجزرة ديافارابي الضوء من جديد على هشاشة الوضع الأمني في مناطق الوسط المالي، وعلى الحاجة الماسة إلى حل شامل يعيد للمدنيين أمنهم ويكرس دولة القانون في وجه الانتهاكات المتكررة.