التيار (نواكشوط) - قال الوزير الأسبق محمد ولد بربص، إنه كان يتوقع أن تتجه موريتانيا نحو خيار أكثر وعيا وبناء للمستقبل المشترك، يقوم على المواطنة الجامعة بدل الاصطفافات الضيقة التي تقوم على الانتماءات العرقية أو الفئوية.
وأوضح ولد بربص، في مقالة باللغة الفرنسية، نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، أنه تابع باهتمام النقاشات الفكرية حول أوضاع مكونات المجتمع الموريتاني، خاصة الحراطين، مشيرا إلى أن بعض الطروحات يغيب عنها التوازن والإنصاف، حيث تعطى حقوق كاملة لفئة مقابل إنكار أبسط الحقوق لفئة أخرى، "حتى الحق في الوجود والاختيار".
وأكد أنه اختار، مثل كثير من الموريتانيين، الانتماء للثقافة العربية، رغم إدراكه لخلفيته التاريخية ولونه، معتبرا أن ذلك كان خيارا واعيا لتفادي الضياع في "مغامرة هوية غير مستقرة". لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الانتماء الوطني الأوسع هو السبيل لبناء دولة عادلة ومتماسكة.
وأضاف الوزير الأسبق أن المطلوب اليوم هو أحد خيارين: إما أن يكون جميع الموريتانيين مواطنين متساوين لا يميز بينهم عرق ولا لون، أو أن يعترف صراحة بتعددية المكونات (بيظان، احراطين، فلان، سوننكي، وولوف...) في إطار من التضامن والاحترام المتبادل، بما يعزز الوحدة الوطنية.
وختم ولد بربص بالقول إن مستقبل موريتانيا لا يمكن أن يبنى إلا على أساس قبول الجميع لبعضهم البعض، والعيش المشترك في انسجام ووئام، داعيا إلى جعل المواطنة أساسا وحيدا للحقوق والواجبات، خدمة للمصلحة العليا للبلاد.