التيار (نواكشوط) - قالت حركة "كفانا" المعارضة إنها تتابع بقلق متزايد ما كشفته تقارير الدرك الوطني مؤخرا من جرائم خطيرة تمس الأمن العام وصحة المواطنين، في مقدمتها قضية "حبوب الهلوسة" التي فضحت شبكات فساد ضالعة في تزوير الأدوية وترويج مواد غذائية منتهية الصلاحية.
وأعربت الحركة، في بيان صادر عن دائرتها الإعلامية الخميس 8 مايو 2025، عن استنكارها الشديد لهذه الجرائم "المنظمة"، معتبرة أنها تعبر عن انهيار أخلاقي وقيمي خطير في البلاد، تغذيه مظاهر الفساد المالي والإداري، وتفشي الرشوة والمحسوبية، وارتفاع وتيرة الإثراء غير المشروع.
وأكد البيان أن هذا الواقع يهدد النسيج المجتمعي ويفاقم أزمات الفقر والبطالة والهجرة غير النظامية، محملا المسؤولية لمن وصفهم بـ"المتواطئين مع شبكات الفساد على حساب حياة المواطنين وسلامتهم".
وطالبت الحركة بفتح تحقيق شامل في قضية "حبوب الهلوسة"، ومحاسبة جميع المتورطين دون استثناء، مشددة على ضرورة تعزيز الرقابة على المنافذ الحدودية ومصانع الأدوية والمواد الغذائية، وفرض عقوبات صارمة بحق المخالفين.
ودعت الحركة إلى إشراك المجتمع المدني في مراقبة ملفات الفساد، وضمان شفافية التحقيقات، بالإضافة إلى توحيد خطاب النخب الوطنية لمواجهة هذه التحديات بعيدا عن الاصطفافات السياسية.
وحذرت الحركة من أن ما يجري ليس مجرد تجاوزات فردية، بل "مؤشر خطير على أزمة بنيوية تهدد مستقبل الوطن"، مشددة على أن مواجهتها تتطلب إرادة سياسية جادة وإجراءات استثنائية تعيد الثقة بين الدولة والمواطن.