التيار (نواكشوط) - قال رئيس المكتب التنفيذي لرباط أجيال نواكشوط، السيد ولد الغيلاني، إن ما شهدته العاصمة بعد تساقط 20 ملم فقط من الأمطار يفضح شعارات العصرنة والتحسين الحضري، ويعكس خللا عميقا في التسيير الإداري والسياسي.
وأكد ولد الغيلاني في بيان صادر اليوم الخميس، أن من المعيب أن تبقى نواكشوط، وهي قلب الدولة ومركز مؤسساتها، عاجزة عن تصريف كميات محدودة من المياه، رغم رصد ميزانيات ضخمة للعصرنة.
وأوضح أن استمرار نفس العقليات في التسيير أنتج قرارات ارتجالية وأعمالا شكلية لا تلامس واقع السكان.
وأشار إلى أن المستنقعات المنتشرة بعد كل تساقطات لا تمثل مجرد منظر مشين، بل تشكل تهديدا صحيا وبيئيا واجتماعيا واقتصاديا، مبرزا أن انعدام بنية تحتية فعالة للصرف يفضح غياب التخطيط الحضري الجاد.
ودعا ولد الغيلاني إلى إسناد تسيير العاصمة لأبنائها وبناتها ممن عاشوا معاناتها اليومية وعرفوا تفاصيل أحيائها ومشاكلها العميقة، معتبرا أن الانتماء الحقيقي والخبرة الميدانية كفيلان بإنهاء منطق المناصب العابرة والغنيمة السياسية.
وأوضح أن تعيين ولاة وحكام وعمد من مواليد نواكشوط سيمكن من تسريع وتيرة العمل الإداري والبلدي، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وتحسين الخدمات الأساسية مثل النظافة والصرف الصحي والأمن الحضري، وصولا إلى بناء نموذج حضري يليق بعاصمة البلاد.
وأكد ولد الغيلاني أن نواكشوط ستظل مرآة لموريتانيا داخليا وخارجيا، ولن تتحول إلى واجهة مشرقة إلا إذا تم استرجاعها من قبضة العبث الإداري والبيروقراطية الفارغة، وإسناد مسؤولية عصرنتها لمن ترعرعوا بين أحيائها وحملوا همومها.