التيار (نواكشوط) - شهدت العاصمة نواكشوط، صباح اليوم الثلاثاء، افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثامن لمنتدى صناديق الإيداع، الذي تحتضنه موريتانيا لأول مرة، بمشاركة واسعة من مؤسسات مالية دولية وإقليمية، وخبراء اقتصاد، ومسؤولين حكوميين، وممثلي صناديق الإيداع من القارات الثلاث.
وقال وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية، عبد الله ولد سليمان ولد الشيخ سيديا، إن استضافة موريتانيا لهذا الحدث تعكس التزامها بتطوير منظومتها المالية وتعبئة مواردها الداخلية، انسجاما مع رؤية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لبناء اقتصاد قوي ومتنوّع.
وأوضح أن الحكومة، بقيادة الوزير الأول المختار ولد أجاي، تعمل على توسيع قاعدة الادخار الوطني وتحديث أدوات التمويل لدعم الاستثمار الهيكلي وتعزيز النمو وخلق فرص العمل.
وأشار الوزير إلى الدور المتزايد لصناديق الإيداع في تمويل السياسات العامة، في ظل تراجع المساعدات الخارجية وتزايد تحديات المديونية، معتبرا المؤتمر منصة لتبادل التجارب حول استراتيجيات تعبئة الموارد، والنماذج الاحترازية، وتطوير منتجات ادخار تستجيب لمتطلبات الاقتصادات الوطنية، بما في ذلك تعبئة موارد الجاليات بالخارج.
ونوه بالإصلاحات الجوهرية التي يقودها البنك المركزي الموريتاني لترسيخ الاستقرار النقدي وتعزيز الشمول المالي، إضافة إلى وضع الأسس القانونية لعصرنة السوق المالية، مؤكدا أن صندوق الإيداع والتنمية سيكون أحد أبرز الفاعلين في هذه السوق الناشئة.
وأكد الوزير على أهمية المؤتمر في بناء شراكات مبتكرة وتطوير حلول تمويلية فعّالة تستجيب لأولويات القارة، معلنًا افتتاح أعمال الدورة الثامنة ومتمنيًا لها النجاح.
وتتضمن فعاليات المؤتمر، المنعقد ما بين 2 و3 ديسمبر 2025 بتنظيم من الصندوق الموريتاني للإيداع والتنمية، جلسات تناقش تعبئة الموارد المحلية، وتمويل السياسات العمومية، ومنتجات الادخار الموجهة للجاليات، إضافة إلى عروض حول الممارسات الفضلى في إنشاء الصناديق والنماذج الإفريقية الناجحة في تعبئة الادخار الخاص.
وتهدف الدورة الحالية إلى صياغة توصيات عملية تعزز دور صناديق الإيداع في دعم التنمية الطويلة الأجل وتمويل البنى التحتية وتحفيز الاستثمار وترسيخ ثقة المدّخرين.
وتشهد الجلسة الختامية تسليم رئاسة المنتدى من الصندوق الموريتاني للإيداع والتنمية إلى نظيره البنيني، وذلك بعد تبادل كلمات رسمية في الجلسة الافتتاحية من طرف المدير العام للصندوق الموريتاني للإيداع والتنمية محمدن ولد الشيخ عبدالله، والمستشار الخاص لرئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية ديديه آكوتي، وأمين عام قمة التمويل المشترك آداما ماريكو.



