التيار (داكار) أظهرت دراسة جديدة أجراها "الكونسورسيوم للبحث الاقتصادي والاجتماعي" (CRES) لصالح مشروع "أفروباروميتر"، أن غالبية السنغاليين (67%) يعتبرون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح منذ وصول الرئيس بشيرو ديوماي فاي ورئيس الوزراء عثمان سونكو إلى السلطة، في حين عبر 47٪ عن تشاؤمهم بشأن الوضع الاقتصادي.
وكشفت نتائج الدراسة، التي أعلن عنها في ورشة عمل بالعاصمة داكار، أن المواطنين رغم تفاؤلهم بالمسار السياسي الجديد، لا يزالون يواجهون تحديات يومية أبرزها غلاء المعيشة (59٪)، وتدهور خدمات الصحة (52٪)، وتفاقم البطالة (38٪)، وانعدام الأمن (23٪).
وقال المدير التنفيذي لـCRES، عبد الله ديانغ، إن هدف الدراسة هو "رصد انشغالات الرأي العام السنغالي في لحظة معينة"، مشيرا إلى أن 62٪ من المشاركين أفادوا بأنهم عاشوا في ظروف فقر متفاوتة خلال الفترة الماضية.
وفيما رحب المواطنون بتحسن نسبي في مكافحة الفساد، حيث أكد 53٪ منهم أنه شهد تراجعا، أعرب 69٪ عن تخوفهم من الإبلاغ عنه بسبب الخشية من الانتقام، وقد اعتبر ذلك مؤشرا على استمرار العقبات أمام ترسيخ الشفافية رغم الجهود الحكومية.
ووفق صحيفة لسولي، أكد مدير ديوان وزير العمل والتشغيل، حاميت ديا، أن الحكومة "أخذت علما بنداء الشعب"، مشيرا إلى أن التحديات "حقيقية لكن الإرادة السياسية قوية"، معتبرا الدراسة "مصدرا مهما لتوجيه السياسات العامة".
وأشارت الدراسة إلى أن تقييم السنغاليين لأداء الحكومة في المجال الاقتصادي شهد تحسنا ملحوظا مقارنة بعام 2012، رغم استمرار بعض الانتقادات حول ضعف الاستجابة لمطالب الشباب، خاصة في مجالات التشغيل والتكوين والمواكبة في ريادة الأعمال.
وقال أحد المشاركين: "قد تكون الصورة غير دقيقة، لكن في السياسة، الإدراك أهم من الواقع"، داعيا الحكومة إلى الاستفادة من نتائج هذه الدراسة لتوجيه الموارد نحو الأولويات الحقيقية للمواطنين.
